كتاب جبهة الاصلاح اليافعية2
تعريف : منطقة يافع
كتاب: جبهة الاصلاح اليافعية
تأليف : سالم عبد الله عبد ربه -
مندعي ديان
الطبعة الاولى 1992م
القسم الاول
تطور النظام القبلي في يافع
منطقة يافع - تعريف
دواعي
وضع هذا الكتاب يمكن تلخيصها في محورين رئيسيين:
أولهما : - ان جبهة الاصلاح اليافعية التي قامت في 13 ابريل 1963م .
تشكل تجربة وطنية لها جذورها التاريخية , وخصائصها المحلية ,
وأبعادها التحررية والقومية , كونها أحدى التنظيمات السبعة التي شكلت تحالفاً في
اطار الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل التي بدأت الثورة المسلحة ضد
الاستعمار البريطاني في 14 أكتوبر 1963م , وخاضت نضالاً عنيداً حتى نيل الاستقلال
الوطني للجزء المحتل من الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967م .
وإذا كان لا خلاف على ذلك فإن الداعي جاء لإن تاريخ الجبهة ظل – كما هو حال الكثير
من جوانب تاريخ شعبنا اليمني الحديث – حبيس الذاكرة وطي ادراج النسيان فطوال
الفترة الماضية لم يسلط الضوء على الجبهة الا فيما ندر ومن خلال ذكريات شخصية أو
احاديث عابرة عن تاريخ الثورة وبدايتها … ولم يصل الامر قط إلى حد التحليل العلمي
الاولى لها كتجربة تاريخية هامة , كونها بدأت كحركة اصلاحية – في وسط المعمان
القبلي – ولم يشهد اليمن لها مثيلاً من قبل .
ثانيهما :-
تركزت الدراسات والابحاث عن القبائل اليمنية حول اصولها وجذورها وفروعها , واتسمت
بتناول تاريخها القديم ( ما قبل الاسلام ) وتاريخها الحديث وخاصة خلال العقود
الماضية ولم تتناول بالاهمية المجتمع القبلي في اليمن وما طرأت عليه من تغييرات
وتبدلات وخاصة منذ خمسينيات وستينيات القرن الحالي ما عدى دراسات وكتابات قليلة
جداً انطلقت أكثرها من موقف العداء للقبيلة أو موقف التزمت لها , ولم يؤخذ المجتمع
القبلي بمنظار علمي كونه يحمل جملة من العوامل والمظاهر السلبية والايجابية على حد
سواء … ولهذا افردنا الجزء الأول من الكتاب لدراسة تطور النظام القبلي في منطقة
"يافع" الذي يعد جزءاً من النظام القبلي في اليمن كلها يعكس جوانب هامة
منه .
وبإتجاه تلبية تلك الدواعي التي يجيء الكتاب من اجلها , فإنه يلزمنا في البداية أن
نعطي القاريء الكريم بعضاً من التوضيحات عن منطقة "يافع" منشأ الجبهة
الاصلاحية , وأن نصفها جغرافياً وتاريخياً مع إيراد نماذج من النزاعات والحروب
القبلية التي دارت فيها , وأسباب نشوب الفتن القبلية وأثرها على حياة أبناء
المنطقة … ولابد من اعطاء صورة عن أهم العادات والتقاليد القبلية المتصلة بالفتن
وازالتها … وكل هذه المعلومات ضرورية مقدماً لكي يتم ادراك الظروف والاجواء
التاريخية التي نشأت فيها جبهة الاصلاح اليافعية .
منطقة يافع من المناطق اليمنية المعروفة عبر التاريخ , وهي تشمل المناطق التالية :
لبعوس وضبي والمفلحي والحضارم والموسطة والحد والسعدي وكلد واليزيدي ويهر وذي ناخب
وامشقي وخنفر والحصن وباتيس . وتحدها من الشمال البيضاء ومكيراس وبلاد آل
الحميقاني , ومن الغرب ردفان والضالع وحالمين , ومن الشرق مكيراس ولودر , ومن
الجنوب أبين ( بلاد أهل فضل ) .. هذا حتى منتصف الستينيات , ما قبل ذلك لم نستطيع
الحصول على تفاصيل مبرهنة بمناطق يافع حيث يقال بأنها كانت تشمل مناطق كثيرة غير
تلك التي ذكرناها آنفاً .. ويافع منطقة جبلية تمتاز جبالها بشدة الارتفاع
والانحناء ويربط البعض بين تسميتها وطبيعتها الجغرافية "فاليفع أو اليفاع هو
التل المشرف أو كل ما أرتفع من الارض" و "اليافعات من الامور" ما
علا من الاشياء بشدة مزعجة , والجبال اليافعية تعني : الجبال الشامخة .
وتبعد يافع عن صنعاء عاصمة اليمن بحوالي 150 كيلومتراً في خط مستقيم وتبعد عن عدن
بما يقارب 40 كيلومتراً في خط مستقيم . ومعظم مساحتها جبال شاهقة اعلاها جبل
" ثمر " الذي يرتفع عن سطح البحر بـ 8245 قدماً , وتتميز بشدة انحدار
تضاريسها الجبلية الحال الذي لم يمكن من مد طريق للسيارات اليها الا بطريق ترابية
شقت في بداية السبعينات , وكان تنقل الافراد ونقل المواد يتم عن طريق المشي
واستخدام الجمال والحمير .. وبرغم قساوة التضاريس الجغرافية ليافع الا أن اودبة
خضراء تنتشر في كل نواحيها ومنها ما يطول امتداده كثيراً كوادي " يهر "
ووادي " حطيب " ووادي " ذي ناخب " وغيرها .
ولا تعتمد الزراعة كلياً على الوديان واراضيها المسطحة بل أن معظمها يقوم في
المدرجات الزراعية التي يبدأ تشييدها بمحاذاة الوديان حتى وصلت إلى أعالي الجبال ,
وتتميز المدرجات الزراعية في يافع عن نظيراتها في بقية انحاء اليمن ببناء اليمن ببناء
جدران حجرية تحتضن تربة المدرج وتحميه من التداعي بسبب الانحدار الشديد أو حماية
من سيول الامطار الغزيرة .. لهذا فإن الاراضي الزراعية في المنطقة شحيحة جداً اذا
ما استثنينا الاراضي الزراعية الشاسعة التي تشكل الجزء الأكبر من دلتا أبين والتي
كانت تابعة لما كانت تسمى سلطنة " يافع بني قاصد " وادخلت اليها زراعة
القطن من قبل الادارة البريطانية في بداية الاربعينيات من هذا القرن .
وقد عرف الحسن بن أحمد الهمداني يافع في كتابه ( صفة جزيرة العرب ) بأنها : "
سرو حمير" , وال " سرو " في اللهجة العربية الجنوبية القديمة تعني
: الهضبة . وحدد الهمداني في كتابه حدود يافع آنذاك بأنها تشمل مساحة المناطق
التالية :- يافع ويافع بني قاصد وردفان والضالع والشعيب والمفلحي وجبن .. أما جواد
علي فعرفها في كتابه ( تاريخ العرب قبل الاسلام ) بأنها " نجد حمير "
واشار إلى أنها المناطق التي يمر بها وادي بنا الذي يعتبر وادياً رئيسياً يتجمع في
مرتفعات اليمن الوسطى ويشق مجراه في مناطق لحج وأبين الجبلية ثم الساحلية وقد سمي
" نجد حمير " لأنه – حسب الدكتور جواد – يشمل مناطق نشأت فيها الدولة
الحميرية .
وتهطل الامطار على منطقة يافع في موسمين سنوياً : الصيف والخريف .. وتهطل في الصيف
بسبب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية , وكذلك الحال في موسم امطار الخريف حيث
تنزل الامطار على مرتفعات اليمن الوسطى بما فيها يافع لتروي الارض وتذهب سيولها
الجارفة في مجرى وادي " بنا " حتى تصل إلى اراضي دلتا أبين فيستفاد من
جزء منها ويذهب الجزء الآخر هدراً إلى بحر العرب .. كما تنساب سيول يسيرة عبر وادي
" حسان " لتروي اراضي شرق الدلتا " أبين " .
وتتمتع يافع بطقس جيد , كما هو حال كل مرتفعات اليمن , معتدل صيفاً حين تكون
المناطق الساحلية من اليمن حارة جداً , وبارد شتاءاً حين تكون المناطق الساحلية
معتدلة الجو إلى حد ما .. ويسبب من هذا ومواسم الامطار فإن المحاصيل الزراعية
متعددة متنوعة أهمها البن اليمني المشهور والحبوب بأنواعها وخاصة الذرة , وتنتشر
زراعة القات وأنواع شتى من البقوليات كالسمسم وغيره , وبعض الفواكه كالدوم والفرسك
والبلس والتين والموز والباباي و " الترنج " وهو من الحمضيات البرية ,
وكذلك خضروات متنوعة … وقد ساعدت على انتعاش الزراعة الدائم في المنطقة براعة ودقة
قنوات الري وخبرة الفلاحة العريقة المكتسبة عبر توارث الاجيال .
وتعتبر الزراعة المجال الرئيسي لاشتغال السكان تليها الهجرة طلباً للرزق ورعي
الاغنام كعمل تقدم عليه كل اسرة , ثم يأتي الاشتغال بالبناء والتشييد , ورغم أنه
يعتمد على المواد المحلية حتى وقت قريب الا ان طرق البناء في يافع مشهور في ارجاء
اليمن لانها تتفرد بإتقان ومتانة رفيعين , ويصل ارتفاع المباني إلى سبعة وثمانية
طوابق من البناء الحجري المتين الذي يصل في متانته إلى مستوى القلاع والحصون
الحربية , ولذلك اسباب أخرى , غير الوقاية من البرد وأطالة عمر المباني , تعود إلى
واقع العهود الماضية المليئة بالحروب والاقتتال والتي لم تحدد قوة البناء فقط بل
ومواقع البناء التي كانت تتم في الغالب على المرتفعات وقمم الجبال الشاهقة ..
ولهذه المهنة ممتهنون معروفون في كل انحاء المنطقة وأشهرهم " آل بن صلاح
" . وقد انتشر طراز البناء اليافعي في مناطق يمنية عديدة منها : البيضاء
والزاهر وآل الحميقان ومودية وابين وأحور والعوالق , ولم يلق هذا الطراز اليمني
الرفيع الاهتمام العلمي الكافي حتى الآن .
وتشير الكثير من الدلائل إلى أن منطقة يافع ظلت طوال العهود الماضية مكتضة بالسكان
لاسباب كثيرة منها تزويج الشبان والشابات وهم لم يتعدوا سن المراهقة كعادة اجتماعية
تمنعهم من الطيش , والميل إلى الانجاب المبكر وعدم الحد منه بل أن انجاب أكبر عدد
من الابناء وخاصة الذكور يعد حسب التقاليد مفخرة للابوين امام الجميع .. أورد
الكاتب العربي اليمني صلاح البكري في كتابه " في جنوب الجزيرة العربية "
الصادرة في مصر عام 1949م . ان عدد سكان يافع بلغ – حينذاك – حوالي 140 ألف نسمة ,
وللعلم أن صلاح البكري عليم بأمور المنطقة لأن آبائه يمنيين هاجروا من يافع إلى
اندنوسيا , وفي كتاب لأحد الباحثين المصريين عن اليمن أعده في النصف الأول من
الستينيات ورد أن سكان المنطقة يبلغ تعدادهم 180 ألف نسمة .
ومع أنه يستبعد أن يكون الاحصاء الوارد دقيقاً الا أنه يدل على مؤشر اكتظاظ
المنطقة بالسكان نظراً لأن ما كان يسمى حينها بالجنوب اليمني لم يتعد عدد سكانه
الاجمالي المليون والربع مليون نسمة .
والهدف من ايراد الارقام للكثافة السكانية المتزايدة في المنطقة هو الأكيد على
وجود تناقض حاد فيما بينها , من جهة , وبقاء الاراضي الزراعية عند مستوى محدوديتها
بسبب عدم بناء مدرجات زراعية جديدة نتيجة لقلة التربة وضيق المساحة , من جهة أخرى
.. هذا التناقض ظل عاملاً مؤثراً رئيسياً في حياة المنطقة منذ عهود غابرة قد تمتد
إلى ألفين عام مضت , وشكل دافعاً للانتقال في أرجاء اليمن وخاصة إلى مناطق لحج
وحضرموت وأبين والهجرة إلى خارج اليمن وبالذات إلى الجزيرة العربية وشرق افريقيا
والهند وباكستان واندنوسيا وسنغافورا وغيرها من بلدان العالم .. والواقع أن
استعراض هذه الحالة يعطي نموذجاً للاوضاع التي عاشتها الكثير من مناطق اليمن
وأدت باليمنيين إلى الانتشار في أرجاء المعمورة سعياً وراء توفر متطلبات
الحياة الاساسية بسبب من الفقر والرقعة الزراعية المحدودة .
واذا استمرينا في تناول هذا ( النموذج اليمني ) فلسنا بحاجة إلى دراسة ظاهرتي
الانتقال والهجرة التي كثرت , سواء بسبب من التناقض الذي أوردناه آنفاً , أو بفعل
العوامل الطارئة وخاصة حدوث الجفاف في اواسط اليمن أحياناً أو المتغيرات السياسية
كتلك التي حدثت اثناء توسع الدولة الحميرية وتفسخها والفتوحات الاسلامية وصراع
الدويلات اليمنية … الخ لكننا نهدف من كل ما ذكر توضيح مسألتين هامتين ترتبطان
بركود واقع المنطقة وبقاء النظام القبلي قوياً فيها وهما :-
أولاً : - الظروف الاقتصادية الصعبة والمعقدة
للمنطقة كانت عاملاً جوهرياً في بقاء الاوضاع الاجتماعية والسياسية متخلفة على ما
هي عليه دون تبدل أو تغير أساسي.
ثانياً :
- الحالة الاقتصادية والسياسية للمناطق التي يتم الانتقال اليها في اليمن أو حتى
تلك البلدان في ارجاء المعمورة كانت تتسم بالعلاقات القبلية والاقطاعية والبدائية
وكانت اليمن كلها بما فيها المنطقة مليئة بالاقتتال والحروب . وبذلك لم يؤديا
الانتقال والهجرة إلى تقدم المنطقة بل اديا إلى بقاء النظام القبلي فيها متماسكاً
عبر زمن طويل وجاء تأثير الهجرة ضعيفاً غير قادر على احداث تغيير , وجاء تأثير
الانتقال في نطاق الوطن اليمني سلبياً ايضاً للشعور بالحاجة المستمرة إلى النظام
القبلي لحماية المنطقة من أي غزوات قبلية أو طائفية .
والواقع أن الامور بقيت على منوالها هذا إلى أن ظهرت الحركة الاصلاحية في المنطقة
لتبدأ التحرك الفعلي بعد أن ايقظتا ثورتي 23 يوليو المصرية 1952م و26 سبتمبر اليمنية 1962م المشاعر والافكار ثم جاءت ثورة 14 أكتوبر 1963م . ليبدأ العمل
الفعلي لوضع اسس جديدة لواقع الانحاء الجنوبية من اليمن , وكان لطرد الاستعمار
البريطاني من جنوب اليمن في الثلاثين من نوفمبر 1967م وقيام الدولة اليمنية
الثانية في الشطر الجنوبي ( جمهورية اليمن الدمقراطية الشعبية ) الفضل في فتح عهد
جديد لجنوب اليمن ومنه منطقة يافع التي كانت قلعة جبلية معزولة تماماً عن العالم
على الرغم من الهجرة الواسعة والقديمة العهد لابنائها … فلأول مرة شقت اليها طرقا
للسيارات وبدأ مد طرق فرعية تربط بين قراها المتناثرة بعد أن كانت الارجل والحمير
والجمال وسائل الترحال والتنقل المتعبة … ولأول مرة دخلت الكهرباء إلى المنطقة
لتضفي على حياة الناس الكثير من مظاهر المدنية والتطور والالتحام التدريجي بالعصر
الحديث .. ولأول مرة جرى ضمان الحقوق الاساسية للمرأة قانونياً , هذه المرأة التي
اضطلعت بالمشاركة الفاعلة في مختلف نواحي الحياة في المنطقة منذ القدم ابتداء من
الاعمال المنزلية الشاقة وانتهاء بجمع الحطب واشغال فلاحة الارض بأنواعها , وهي
التي لم تعرف الحجاب ( الشرشف ) لكن وضعها ومكانتها الاجتماعيين ظلا ادنى من الرجل
كالحال في سائر انحاء اليمن بالرغم من دورها الهام في الحياة الاقتصادية للمنطقة .
والجديد الهام جداً في التغيير الجذري الشامل في اوضاع المنطقة هو بسط سيادة
القانون , واقامة المحاكم الجزئية , والعمل بأنظمة مساواة جديدة لا تفرق بين سلطان
وعبد , أو شيخ وقبيلي , وأصبح كل المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات .. وكل هذا
شكل وجوداً اولياً لأشكال تواجد سلطة الدولة في المنطقة وذلك لاول مرة في تاريخها
فمنذ نوفمبر 1967م بدأت المحاكم الجزئية بالعمل ومنذ سبتمبر 1967م كان قد وجد مركز
قيادة اداري سياسي للمنطقة . وشرعت لجان الاصلاح ولجان الارض ولجان المبادرات في
تلك الفترة في تحديد نظم وأساليب حياة جديدة في المنطقة .
ومن الأهمية بمكان الاشارة إلى أن الانظمة والقوانين المركزية التي انزلت تباعاً
على ارضية المنطقة لم تواجه بأي معارضة جماعية تذكر ما عدى بعض التمردات الفردية
الفوضوية النادرة الحدوث … وبشكل عام وجدت ترحيباً حقيقياً من قبل ابناء المنطقة
الذين لم يشهدوا قط نظاماً للدولة بل تعودوا في حياتهم كلها على النظام القبلي
اللامركزي وأعرافه وتقاليده , ولعل هذا جدير باهتمام أكبر من قبلنا في موضع آخر
قادم في الكتاب بيد اننا نؤكد هنا أن تقبل الناس لاشكال واساليب ادارة الدولة
للمجتمع جاء ميسرأً على عكس توقعات الكثير حينها , بل ومعاضداً ومدعماً للجديد
القادم بسبب كره الناس ومعاناتهم من سلبيات الحياة القبلية الماضية التي جاءت
كافرازات طبيعية للجزء الخاطئ من العادات والتقاليد والاعراف القبلية ..وفي نفس الوقت
فإن الجزء الايجابي الصائب من تلك العادات والتقاليد القبلية الذي يحمل مضامين
انسانية عميقة كالمساواة وعدم الانصياع للظلم وحب الخير وغيرها , مما اسهم في وجود
حالتي تفهم وتقبل لدى الناس بدلاً من تصارع القبائل وتطاحنها مع بعضها , والتخلي
عن حالة التخوف التي كانت تنتابهم عندما كان يدور الحديث عن الخضوع لسلطة دولة
تعطي اوامرها من خارج المنطقة وهم الذين قاوموا بعنف أن يخضعوا هم ومنطقتهم سواء
لدولة الامامة لاسرة آل حميد الدين في شمال البلاد أو للدولة الاستعمارية الاوربية
( البريطانية ) التي وضعت انيابها على جنوب البلاد .
وخلاصة لما ورد فإن
عام 1967م . كان العام الفاصل بين مرحلتين في حياة المنطقة , مرحلة ما قبله وهي
حياة لم تتعد طابع العيش في القرون الوسطى , ومرحلة ما بعده وهي حياة الخروج من
غياهب الماضي وبدء الولوج إلى حياة العصر المتقدمة .
يتبع
تم نشرها من قبل في مدونة مكتوب / الياهو بتاريخ 16 ابريل 2012 الساعة: 07:03 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق